الجمعة، 26 يونيو 2015

دولة زي البرازيل،



"الفشل عمره ما كان قدر، ولكنه ببساطة اختيار “للخطأ” وإصرار عليه" 
في تجارب كتيرة أوي تخلينا نفهم المعادلة دي و نستفيد منها...

دولة زي البرازيل، كلنا اللي نعرفه عنها هي كرة القدم و إنها دولة متقدمة دلوقتي و نظمت كأس العالم السنة إللي فاتت و لكن مش كلنا نعرف إن في عام ٢٠٠٢ وصلت الى إعلان “الإفلاس” لأن الدين الخارجي إرتفع الى ٢٥٠ مليار دولار، وكان رئيسها ساعتها "كاردوزو" إتبنى خطة إصلاح اقتصادية “اس
مها الريال” اعتمد فيها على سياسات السوق الحرّ والاستدانة من البنك والصندوق الدوليين،

و قبل ما تخلص فترة ولايته حاول إنه يحصل على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة ٣٠ مليار لكن الصندوق رفض، لإنه صرف القروض اللي أخدها علي "أي كلام" و معرفش ينقذ اقتصاد الدولة.

انتهت ولاية "كاردوزو" ، وانتخب البرازيليون “لولا دا سيلفا" اللي كان عاملا بسيطا “اشتغل ماسح أحذية و بياع برتقال و مكوجي” قبل ما يبقي رئيس إتحاد النقابات العمالية، وتعهد للشعب و وعدهم بانه يحقق لهم كل أحلامهم اللي منتظرينها من سنين طويلة،

الرئيس "لولا" مقعدش يتكلم كتير و يسرح بعقول الناس و لكنه التزم بان ينقطع عن الكلام تماماً عشان يخلي الانجازات تتكلم عن نفسها،
و ده اللي حصل بالضبط... البرازيل تحولت من دولة “مفلسة” و"مدينة" لما استلم "لولا" السلطة بداية عام ٢٠٠٣ الى سادس اكبر اقتصاد على مستوى العالم، وبعد لما كانت مدينة بـ ٢٥٠ مليار دولار للصندوق الدولي، بقي الصندوق الدولي هو اللي مدين للبرازيل في عام ٢٠١٠ بـ ١٤ مليار دولار!!!
و من دولة معدومة الفقر لدرجة إن البرازيليين كانوا بيخلفوا أطفال كتير عشان يبيعوا أعضائهم البشرية (كبد، كلية ، قرنية، إلخ) لأوروبا و أمريكا بشوية دولارات، و كان الباسبور البرازيلي محتاج فيزا لمعظم دول العالم و كانت صعبة جداً إلي دولة غنية جداً تقريباً بتصنع كل حاجة من أول الطيارات و العربيات و الدبابات و الأسلحة و المواد العذائية إلي أقل حاجة ممكن تتصنع و بجودة عالمية !

في اقل من ٨ سنين حقق “لولا” معجزة النهضة - اقتصاديا وسياسيا - للبرازيل، و لما كل الناس و الصحافة و خبراء الإقتصاد سئلوه إزاي عملت كدة؟
قال بتواضع شديد :”اعتبرت ان معركتي الوحيدة هي البرازيل”
و اضاف إنه لما نجح في الانتخابات الرئاسية سافر الى واشنطن و قابل الرئيس الامريكي بوش الإبن و لما بوش طلب منه إنه يدخل بالجيش البرازيلي الحرب مع أمريكا في العراق ساعتها،
كان رده و بكل ثقة ان قضيته مش العراق ولكن قضيته هي محاربة الفقر و الجوع لشعبه البرازيلي العظيم و إن شعبه أولي بأي دولار، بمعنى انه رفض ان يتورط في اي صراع مع اية دولة عشان تتعافى البرازيل من ازمتها الصعبة...

حصل ده في فترة ولايته الاولى و بعد كدة انتقل في فترة ولايته الثانية الى تقديم بلده “كلاعب” دولي محترف من خلال مجموعة “البريكس” لغاية ما وصل للمطالبة بتخصيص مقعد دائم للبرازيل في مجلس الامن بعد لما البرازيل بقت اهم المقرضين للبنك الدولي.

طب إيه السر اللي “لولا” عمله لتحقيق نهضة اقتصادية للبرازيل؟
حاجة واحدة بس و هي “الرهان” على البرازيليين والاعتماد عليهم ومكاشفتهم بالحقيقة و محاربة الفساد بإيد فولاذية و “التجرد” من كل مصلحة شخصية لدرجة انه في نهاية ولايته اعترف بانه لم يكسب من السلطة ريال برازيلي واحد (الريال البرازيلي حوالي ٣ جنيه مصري).

و بالرغم من إن “لولا" حقق “معجزة” النمو الاقتصادي ووصلت شعبيته الى أكتر من٨٠٪ و الشعب كله تقريباً طالبه بتعديل الدستور عشان يتمكن من إنه يبقي رئيس البرازيل لفترة ثالثة رفض ذلك بكل الأشكال و طلع في خطاب رئاسي علي الهواء مباشراً و بكي فيه و قال كلمته المشهورة" أنا لا يمكن أغير الدستور لمصلحتي مهما حصل، حتي لو كان في خير كبير للبلد، لإنه كدة ممكن حد بعدي يجي يغير الدستور علي مزاجه و يكون فيه ضرر كبير علي البرازيل" .

الحاجة اللي بجد لازم كلنا نتعلمها في مصر، ان “النهضة و التقدم و الإزدهار” هناك في البرازيل مكنتش عمرها حتنجح من غير ما يكون فيه ارادة شعبية قوية ووعي جماهيري لاهمية الإتحاد و النهوض و النجاح و النمو،
و ده اللي عبر عنه الرئيس “لولا” ببساطة شديدة لما فازت بلاده بتنظيم كأس العالم ٢٠١٤ و أولمبياد ٢٠١٦ و قال بكلمات من دهب:
"اعترف لكم بأني لو مت الآن فإن حياتي حتكون لها معنى وقيمة،لأن لا يمكن لأي حد مهما كان انه يشكك في قوة اقتصادنا وعظمتنا الاجتماعية و إرادتنا الحديدية اللي أقوي من المستحيل ، روح إتحاد البرازيل و حبنا الحقيقي لبلدنا هما سر الفوز على مدن زي مدريد وشيكاغو و طوكيو، لإن المدن و الدول دي قدمت عروضا لكننا قدمنا كل قلوبنا و أروحنا في قلب و روح واحدة إسمها البرازيل ‏‎smile‎‏ رمز تعبيري

رأيكم ممكن مصر في أقل من ٨ سنين تتحول من اللي إحنا فيه دلوقتي، لدولة من أقوي ١٠ دول إقتصادية في العالم ؟ ولا ده حلم صعب لسة ماجاش الجيل المصري اللي يحققه ؟!

*ملحوظة: الصورة لحجاجوفيتش قدام مبني الكونجرس البرازيلي في مدينة برازيليا العاصمة الفيدرالية للبرازيل

Ahmed Haggagovic - أحمد حجاجوفيتش

تابعوا أيضاً صور #حجاجوفيتش و حلقات برنامج#سفاري_حجاجوفيتش علي صفحاته الرسمية:
اليوتيوب :www.youtube.com/Haggagovic
الإنستجرام:www.instagram.com/Haggagovic
التويتر: www.twitter.com/Haggagovic

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق