الثلاثاء، 14 يوليو 2015

غضب واسع بين سائقي الـ”توك توك” بعد غرامة محافظ القاهرة

17-12-2009-21-18-25468
سيطرت حالة من الغضب الشديد على سائقي وأصحاب “التوك توك” في مصر بعد قرار محافظ القاهرة جلال السعيد فرض غرامة قدرها 1500 جنيه تمهيداً لمنعه من كافة الأحياء!.
وأرسل المحافظ منشوراً منه إلى الأحياء ونواب المحافظ لتنفيذ القرار بشكل رسمي، بالتنسيق مع ضباط المرور بهدف مصادرة تلك المركبات.
وأكد السائقون أن هذا القرار سيؤدي إلى تشريد آلاف الأسر، وقالوا: إنهم سيتقدمون بطلبات للحكومة يطالبون فيها بإلغاء القرار، وهدّدوا بالإضراب في حالة عدم تنفيذ مطالبهم.
ولا توجد إحصائية رسمية حول أعداد التوك توك في مصر، إلا أن البعض يقدرها بأكثر من 1.5 مليون توك توك في مختلف المحافظات.
واستطلع “العربي الجديد” آراء عدد كبير من سائقي التوك توك وأيضاً مستقلّي تلك المركبة من الأهالي، وأكد معظمهم أن قرار المحافظ هدفه “قطع أرزاق” آلاف الأسر، التي تعتمد بشكل رئيسي على هذه المركبة كمصدر وحيد للدخل.
وقال شوقي محمد (23 عاما)، سائق توك توك، إن المحافظة لا تراعي محدودي الدخل الذين يكتوون بنار الأسعار، ويأتي هذا القرار ليزيد الطين بلة، بخاصة مع عدم وجود فرص عمل، ثم أضاف: “توقفنا عن العمل معناه البحث عن سبل عمل غير مشروعة”.
وذكّر محمد متولي (40 عاماً) بأن المحافظة من قبل منعت سير التوك توك في عدد من المناطق الراقية، مشيراً إلى أن 99% من المناطق الشعبية تعتمد بشكل كلي على التوك توك في كافة تحركاتها.
ورأى أن قرار المحافظ غير مدروس ولم يأخذ في الاعتبار معطى مفاده أن غالبية السائقين ليس لهم مصدر رزق آخر أو ثابت ينفقون به على أسرهم، نافياً أن يكون التوك توك وراء تعطيل حركة المرور، لأنهم “يعملون في الشوارع والأماكن الضيقة التي يستعصي الوصول إليها على السيارات”.
وتساءل رمضان محمد (30 عاماً): “لماذا تحاربنا الحكومة في أكل عيشنا؟ يعني هم لا بيرحموا ولا بيسيبوا رحمة ربنا تنزل. وأضاف: أنا أب لـ5 أبناء أقوم بتربيتهم والإنفاق عليهم من التوك توك، داعيا المحافظ إلى العدول عن قراره وعدم محاربة البسطاء في أكل عيشهم.
أما محمود علي فقال: “أين نذهب ونشتكي لمن؟ بخاصة أن المسؤولين هم الذين يطاردوننا في أكل عيشنا؟ فبدلاً من أن نسرق أو ندمن مخدرات نعمل على التوك توك، الذي اشتريته بشقى عمري وظللت أعمل عليه ليل نهار حتى أقوم بسداد ثمنه”.
في المقابل، رفض سكان المطرية وعين شمس والألف مسكن والأميرية والوايلى والزاوية وشبرا والشرابية قرار المحافظ، مؤكدين أنهم يعتمدون على التوك توك في كافة تحركاتهم بخاصة في الشوارع الضيقة، وبخاصة أن أسعاره أرخص قياسا بسيارات الأجرة.
وقالت فاطمة صبري (موظفة) إن “التوك توك أصبح أفضل وسيلة لربات البيوت وكبار السن، كما أنه قام بحل مشكلة تلاميذ المدارس الذين أصبحوا يفضّلونه على ركوب الحافلات، لذلك نحن نطالب باستمراره، بخاصة في المناطق الشعبية.
أما حسن حافظ (متقاعد) فقال: “أصبحنا لا نستغني عن التوك توك، إنه يدخل الأزقة الضيقة وينقذ مريضاً لا تستطيع السيارة دخول الحارة التي يقيم فيها”، مطالبين المسؤولين بحلول بدل منع التوك توك.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، د. حمدي عبد العظيم، أن التوك توك أصبح وسيلة مهمة في مصر بخاصة عند سكان القاهرة، حيث لا يمكن الاستغناء عنه.
وأشار إلى أن المحافظة ترى أنه وسيلة لنقل المواد المتفجرة، وهو دليل صريح على فشلها في توفير الأمن لمواطنيها، مشددا على ضرورة إيجاد حلول لهذه الأزمة. وأضاف: “هناك الكثير من المناطق التجارية مثل “الموسكي” في حاجة لمثل تلك المركبة، لافتاً إلى أن قرار المحافظ ستترتب عنه زيادة نسبة البطالة بين الشباب الذين تستوعبهم هذه المركبات، وهم بالآلاف ويعيلون آلافا أخرى، وما لذلك من آثار سلبية على الاقتصاد، فضلا عن آثارٍ سلبية على المواطنين الذين يعتمدون على هذه المركبة كوسيلة سريعة للتنقل، لا سيما داخل الأزقة والشوارع الضيقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق